جزء من سلسلة مقالات حول |
علم الاجتماع |
---|
بوابة علم الاجتماع |
الانحراف في علم الاجتماع هو وصف للأفعال أو السلوكيات التي تخرق أو تنتهك المعايير الاجتماعية، بما في ذلك القوانين المسنونة، مثل القيام بعمل إجرامي، أو الخروقات غير الرسمية، مثل رفض عادات وأعراف مجتمع ما. الانحراف سلوكٌ لا يتوافق مع القواعد المؤسساتية أو قواعد السلوك. قد تكون للانحراف دلالة سلبية، إلا أن انتهاك المعايير الاجتماعية ليس دائمًا سلبيًا. يكون الانحراف إيجابيًا في بعض الحالات؛ فبالرغم من انتهاك القواعد، يمكن أن يُصنَف السلوك على أنه إيجابيٌ أو مقبول.
تختلف الأعراف الاجتماعية عبر المجتمع وبين الثقافات. فيُنظَر إلى فعل أو سلوك معين على أنه منحرف ويلاقي العقوبة أو الجزاء في مجتمع ما، ويُنظر إليه نفسُه في مجتمع آخر على أنه سلوك طبيعي. بالإضافة إلى ذلك، يتغير التصور الجَمْعي للانحراف بتغير فهم المجتمع للمعايير الاجتماعية مع مرور الوقت.
الانحراف نسبي يتعلق بالمكان الذي ارتُكب فيه وبوقت حدوثه. فمثلًا، قتل إنسان آخر تصرّف خاطئ بشكل عام، إلا حين تسمح الحكومات بذلك في أثناء الحرب أو في حالات الدفاع عن النفس. يوجد نوعان من الأفعال المنحرفة الرئيسة، الأفعال «السيئة بذاتها» والأفعال «السيئة لأنها مُنعت».
إن دراسة الانحراف الاجتماعي أمر يهتم به علماء الاجتماع وعلماء النفس والأطباء النفسيون وعلماء الجريمة، وذلك من أجل إيجاد حلول للمشاكل المتعلقة، ولكيفية إيجاد أساليب رادعة، ولضرورة إيجاد صيغة لملائمة الضوابط مع مرور الزمن.
يصنَف انتهاك القواعد في شكلين من أشكال الانحراف. الانحراف الرسمي والانحراف غير الرسمي.
يوصف الانحراف الرسمي بأنه جريمة تنتهك القوانين في المجتمع. الانحراف غير الرسمي هو انتهاك بسيط لقواعد الحياة الاجتماعية غير المكتوبة. القواعد ذات الأهمية الأخلاقية الكبيرة هي الأعراف. يصنف انتهاك الأعراف ضمن الانحرافات غير الرسمية، ويعارض العرف التابوهات الاجتماعية.
المحظورات الاجتماعية هي شكل اجتماعي قوي من السلوك، تعده الأغلبية منحرفًا. يُدان الحديث عن المحظورات علنًا؛ لذا يتجنبه الناس بالكامل تقريبًا. يُسمى المحظور أيضًا «تابو» من الكلمة التونغية «tapu» التي تعني «تحت الحظر» أو «غير مسموحٍ به». يمنع القانون بعض أشكال المحظورات الاجتماعية، ويؤدي حينها انتهاك المحظورات إلى عقوبات شديدة. ينتج عن ارتكاب المحظورات التي لا يمنعها القانون الشعور بالعار وفقدان الاحترام والإذلال. ليست المحظورات الاجتماعية أمرًا عالميًا ولكنها موجودة في غالبية المجتمعات. ومن أمثلتها القتل والاغتصاب وسفاح القربى والتحرش بالأطفال.
حدد هوارد إس. بيكر، وهو مُنظِّر اجتماعي في نظرية الوَصْم، أربعة أنواع مختلفة من السلوك المنحرف:
يمكن أن تكون الأفعال المنحرفة تأكيداتٍ على الفردانية والهوية، وهي بالتالي تمرد ضد معايير الثقافة السائدة للمجموعة لصالح ثقافة فرعية. يحدد سلوك الفرد أو المجموعة في مجتمع ما كيف يوجِد الانحراف القواعد.
يزعم إميل دوركهايم أن الانحراف كان جزءًا طبيعيًا وضروريًا من التنظيم الاجتماعي. وذكر أربع وظائف مهمة للانحراف:
توجد ثلاث طبقات اجتماعية واسعة تصف السلوك المنحرف وهي الوظائفية البنيوية والتفاعل الرمزي ونظرية الصراع.
يهتم الباحثون في الوظائفية البنيوية بكيفية تعاضد العوامل المتنوعة في المجتمع وتفاعلها لتكوين الكل. ساهمت أعمال إميل دوركهايم وروبرت ميرتون في وضع المثل الوظائفية.
يُسيء ارتكاب الانحراف الاجتماعي إلى الضمير الجمعي. يصف دوركهايم الضمير الجمعي بأنه مجموعة من القواعد الاجتماعية التي يتبعها أفراد المجتمع. لولا الضمير الجمعي، لا توجد الأخلاقيات المطلقة المتبعة في المؤسسات والجماعات.
الاندماج الاجتماعي هو الارتباط بالجماعات والمؤسسات، أما التنظيم الاجتماعي، فهو الالتزام بمعايير وقيم المجتمع. تعزو نظرية دوركهايم الانحراف الاجتماعي إلى التطرف في الاندماج الاجتماعي والتنظيم الاجتماعي. وضع دوركهايم أربعة أنواع للانتحار اعتمادًا على العلاقة بين الاندماج الاجتماعي والتنظيم الاجتماعي:
ناقش روبرت كيه ميرتون الانحراف من خلال النظر إلى الأهداف والوسائل على أنها جزء من نظرية التوتر/الانحلال الاجتماعي. يرى دوركهايم أن الانحلال الاجتماعي هو دحض الأعراف الاجتماعية، ويمضي ميرتون أبعدَ من ذلك. يرى ميرتون أن الانحلال الاجتماعي هو حالة لا تتوافق فيها أهداف المجتمع ووسائل تحقيق هذه الأهداف التي يشرعها المجتمع. افترض ميرتون أن استجابة الفرد لتوقعات المجتمع والوسائل التي يتبعها لتحقيق هذه التوقعات تساعد في فهم الانحراف. ونظر إلى الفعل الجمعي على أنه مدفوع بالتوتر والإجهاد والإحباط في مجموعة من الأفراد نتيجة الانفصال بين أهداف المجتمع والوسائل الشائعة لتحقيق تلك الأهداف. في أحيان كثيرة، يُقال إن السلوك الجمعي غير الروتيني (كأعمال الشغب والتمرد وما إلى ذلك) يُرجًع إلى تفسيرات اقتصادية وأسباب متعلقة بالتوتر. يحدد هذان البعدان مدى التكيف مع المجتمع بوجود أهداف الثقافة المجتمعية وهي تصورات المجتمع حول الحياة المثالية، والوسائل المؤسساتية وهي الوسائل المشروعة التي تُمكّن الفرد من الوصول إلى تلك الأهداف.
وصف ميرتون خمسة أنواع من الانحراف من ناحية قبول الأهداف الاجتماعية والوسائل المؤسساتية أو رفضها لتحقيقها:
{{استشهاد بكتاب}}
: صيانة الاستشهاد: أسماء متعددة: قائمة المؤلفين (link)
{{استشهاد بكتاب}}
: الوسيط |الأخير=
يحوي أسماء رقمية (مساعدة)صيانة الاستشهاد: أسماء متعددة: قائمة المؤلفين (link) صيانة الاستشهاد: علامات ترقيم زائدة (link)
في كومنز صور وملفات عن: انحراف |